بين الدفع والركض بحثاً عن الماء، وتنظيم فاشل، تحول ماراثون الرباط الدولي إلى فضيحة فوضى لا تليق بحدث دولي

المغرب: كان من المفترض أن يكون ماراثون الرباط الدولي، الذي أقيم في 30 أبريل 2023، حدثًا رياضيًا مهمًا يسلط الضوء على الرياضة المغربية. ومع ذلك، تعرض هذا الحدث الرياضي من الدرجة الأولى إلى مشاهد سخيفة ومهينة: رياضيون مغاربة متعبون يتصارعون من أجل الحصول على بضع زجاجات مياه صغيرة. وكانت الجمعية الملكية المغربية لألعاب القوى، المنظمة للحدث، قد وعدت بمشاركة واسعة، بما في ذلك 40،000 مشارك من أكثر من 40 دولة.

يبدو أن الجمعية الملكية المغربية لألعاب القوى فشلت في الوفاء بالتزاماتها، وخاصة فيما يتعلق بالتنظيم واللوجستيات. تظهر الفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي رياضيين في حالة يأس، يكافحون من أجل الحصول على زجاجة أو اثنتين من الماء، مما يدل على نقص واضح في الإعداد.

تنظيم ينهار

في حين أن الرياضيين استجابوا للدعوة، فشل التنظيم، مما تسبب في احتدام الغضب بين الرياضيين المحليين. وأعرب أحد الرياضيين المغاربة عن تجربته السيئة: “دفعت 100 درهم للحصول على الرقم الخاص بي وقطعت 40 كيلومترًا، لكي أجد نفسي وحيدًا في نهاية السباق، بدون أي نقطة ماء، ولا حتى موزة أو تفاحة. هذا إهانة للعلم المغربي”. وفي مواجهة هذا الوضع الفوضوي، تستمر الجمعية الملكية المغربية لألعاب القوى في التباهي بـ “نجاح” الماراثون، وتتجاهل الاحتجاجات التي تتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي.

العواقب على الرياضة المغربية

يثير هذا الفشل في التنظيم تساؤلات حول كفاءة الجمعية الملكية المغربية لألعاب القوى، وأكثر عموماً حول إدارة الرياضة في المغرب. في حين أن البلد قد أنتج عددًا كبيرًا من الرياضيين على المستوى العالمي، فإن هذا الحدث يلوث صورة الرياضة المغربية ويهدد بإبعاد المواهب الجديدة.

قد تكون العواقب على المنظمين كبيرة، وخاصة فيما يتعلق بالمصداقية والدعم المالي. قد يتردد الرعاة والشركاء في دعم أحداث مستقبلية تنظمها الجمعية الملكية المغربية لألعاب القوى، خشية ربط صورتهم بفضائح مماثلة. لذلك، من الضروري على الجمعية أن تستفيد من هذه الفاجعة وتتخذ إجراءات لتجنب تكرار مثل هذا الكارثة.

صمت القصر الملكي

تم تحت رعاية الملك محمد السادس، ماراثون الرباط الدولي، مما يطرح التساؤل عن رد فعل القصر الملكي تجاه هذا الفضيحة الرياضية. حتى الآن، لم يصدر أي بيان، مما يوحي بالشك حول اتخاذ موقف. وتتزايد الانتقادات، ويصبح من الصعب على السلطات التجاهل الأمر.

يمكن تفسير صمت القصر الملكي تفسيرًا للدعم للجمعية الملكية المغربية لألعاب القوى، أو على العكس، كعلامة على بعد القصر الملكي عن حدث ملطخ بالفضيحة. على أي حال، سيتم مراقبة رد فعل القصر الملكي بانتباه، حيث يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مسار الأحداث والطريقة التي ستعامل بها البلاد مع تنظيم المنافسات الرياضية الدولية في المستقبل.

في الخلاصة، ستبقى هذه النسخة السادسة من ماراثون الرباط الدولي في التاريخ كمثال على ما يجب تجنبه في تنظيم الأحداث الرياضية. يستحق الرياضيون المغاربة والدوليون الأفضل، وحان الوقت للمنظمين لتحمل مسؤولياتهم وتعلم من أخطائهم. من الضروري أن تتخذ الجمعية الملكية المغربية لألعاب القوى والسلطات المغربية إجراءات عملية لاستعادة الثقة وإعادة تأهيل صورة الرياضة المغربية، حتى يستمر البلد في التألق على المستوى الرياضي الدولي.